Cart

Blog

  • Home
  • Introduce

هل يستطيع العالم تلبية متطلبات الذكاء الاصطناعي؟

هل يستطيع العالم تلبية متطلبات الذكاء الاصطناعي؟

عملاق جائع

وتقول مستشارة الذكاء الاصطناعي المعتمدة من أوكسفورد هيلدا معلوف، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة رقمية، بل هو “عملاق جائع” يستهلك موارد هائلة للحفاظ على أدائه، وإذا استمر في التوسع دون تطبيق بعض الحلول، فقد نجد أنفسنا في مواجهة أزمة موارد عالمية، ولذلك فإن السؤال الأهم اليوم هو “كيف يمكننا تلبية طلب الذكاء الاصطناعي على الموارد الطبيعية دون الإضرار بالكوكب؟”

وبحسب معلوف فإن الإجابة عن هذا السؤال سهلة جداً، حيث أن أغلب المشاكل الناتجة عن استهلاك أنظمة الذكاء الاصطناعي للموارد الطبيعية، يوجد لها حلول يمكن تطبيقها، فمثلاً ومع توقعات زيادة الطلب على الطاقة الكهربائية إلى مستويات غير مسبوقة بسبب الذكاء الاصطناعي، تظهر المفاعلات النووية الصغيرة كخيار أكثر أماناً وأقل كلفة، فهذه المفاعلات تُنتج كميات كبيرة من الكهرباء، بكفاءة عالية وتكلفة بيئية منخفضة نسبياً، ومع دمج هذه الحلول مع تقنيات أخرى، كالألواح الشمسية وتوربينات الرياح، يمكن للعالم بناء نظام طاقة متكامل، يلبي “شهية” الذكاء الاصطناعي المتزايدة على الكهرباء، دون التضحية بموارد الكوكب.

وترى معلوف أنه لحل مشكلة الاستهلاك الهائل للمياه، الناتج عن تشغيل الذكاء الاصطناعي، يمكن اللجوء إلى مجموعة من الحلول منها “إعادة التدوير”، إذ يمكن لمراكز البيانات أن تُعيد تدوير المياه المستخدمة في عمليات التبريد بدلاً من التخلص منها، مما يقلل الحاجة إلى استهلاك مياه جديدة، مشيرةً إلى أنه يمكن أيضاً اللجوء إلى خيار استخدام المياه غير الصالحة للشرب بعد معالجتها، مثل مياه الصرف الصحي أو مياه البحر المعالجة، فذلك يساعد في تقليل الضغط على الموارد المائية الصالحة للشرب، كما يمكن توزيع مراكز البيانات بشكل استراتيجي في المناطق ذات الموارد المائية الوفيرة، لتجنب استنزاف المناطق التي تعاني من شح المياه.

وتضيف معلوف في حديثها لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إنه منذ ظهور تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي، تركزت المخاوف على التهديد الذي تُشكله هذه التكنولوجيا على سوق الوظائف، لكن مع الوقت تبين أن الذكاء الاصطناعي، يخلق فرصاً وظيفية هائلة في مجالات جديدة، إلا أن المشكلة التي ظهرت هنا تكمن في نقص المواهب المؤهلة لهذه الأدوار، فالطلب على الوظائف يتركز على المتخصصين في علوم البيانات، ومهندسي البرمجيات، ومصممي الرقائق، وحتى خبراء الامتثال القانوني، لافتةً إلى أن حل هذه المشكلة يتمثل بالاستثمار في التعليم والتدريب، وإطلاق مبادرات تعليمية تُركز على المهارات التقنية المطلوبة، إلى جانب تسهيل الوصول إلى التعليم العالي في مجالات الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا المعلومات بما يجعل القوة العاملة العالمية، مستعدة لمواكبة الطلب المتزايد على الأدوار الوظيفية الجديدة.

أما بالنسبة لمشكلة الطلب على العقارات، الناتجة عن التوسع في مراكز البيانات، فترى معلوف أن هذه المعضلة تتطلب حلولاً متعددة تجمع بين الابتكار التكنولوجي، التصميم المستدام، والتخطيط العمراني المتقدم، فالتوجه نحو مراكز بيانات أكثر ذكاءً وكفاءة، يمكن أن يخفف من تأثير هذا القطاع على سوق العقارات، لافتةً إلى أنه يمكن إنشاء مراكز البيانات في الصحارى أو الأراضي الجبلية، التي لا تصلح للزراعة أو المشاريع السكنية، على أن تكون هذه المراكز مصممة بشكل ملائم للبيئات القاسية، ويؤمّن لها البنية التحتية اللازمة، كما يمكن إعادة استخدام المباني القائمة عبر تحويل المصانع والمستودعات غير المستخدمة، إلى مراكز بيانات حديثة، إضافة إلى ذلك، يجب وضع قوانين تمنع الاستغلال المفرط للأراضي في المناطق الحساسة.

التركيز على الجانب المشرق

وشددت معلوف على أنه رغم الحديث المستمر عن استنزاف الذكاء الاصطناعي للموارد الطبيعية، إلا أن هذه التكنولوجيا تحمل في طياتها إمكانيات هائلة، يمكنها تغيير وجه العالم إلى الأفضل، فالذكاء الاصطناعي ليس فقط “مستهلكاً” شرهاً للموارد، بل هو أداة قوية قادرة على تحقيق فوائد جذرية على كافة الأصعدة مثل، تسريع الابتكار الطبي، تطوير التعليم، رفع كفاءة الصناعات، توفير حلول ذكية للاستدامة، تعزيز جودة الحياة وتحسين مستويات الراحة والسلامة، ولذلك فإنه بدلاً من التركيز على التحديات فقط، يجب أن نرى في الذكاء الاصطناعي فرصة استثنائية للبناء والتقدم.

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *